• اقترح موضوعا : في حديث لصحيفة الايام البحرينية طلال أبوغزاله: اطلاق حركة فكرية لإعادة المهجرين اليهود المقيمين
  • التاريخ : 17-أيار-2010
  • النص :




    كتبت - عصمت الموسوي – الأيام البحرينية-يزمع طلال ابو غزالة اطلاق حركة فكرية ترمي الى اعادة المهجرين اليهود المقيمين في فلسطين حاليا الى اوطانهم الأصلية وذلك إعمالا بشرعة حقوق الإنسان وكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تقول بحقوق المهجرين مهما طال الزمن، وقال ابو غزالة : مثلما يطالب الفلسطينيون بالعودة الى وطنهم الاصلي فلسطين، يحق لليهود المطالبة بحقهم في العودة الى اوطانهم ويجدر بنا نحن الفلسطينيين والعرب ان نشجع وندعم هذا الحق، وكلنا يعلم ان كل يهودي مهاجر الى فلسطين منذ عام 1948 هو لاجئ يحمل جنسيته الاصلية ثم حصل لاحقًا على جنسية من سلطة الاحتلال.

    ويشير ابو غزالة الى ان هذا النموذج لتكوين دولة هو النموذج الوحيد والفريد بالعالم، وفي العادة يكون هناك شعب ينتخب حكومة ويؤسس جيشا وبقية مقومات وعناصر الدولة، إلا ان سلطة الاحتلال الصهيونية لم تجد شعبًا، انما هي بدأت بهجرة عصابة «الهاجانا» الى ارض فلسطين ثم جرى استدعاء جميع الحركات اليهودية المسلحة، بعدها استدعت سلطة الاحتلال مواطني دول العالم اليهود كي يلجأوا الى فلسطين ويؤسسوا دولة، هذا النموذج المغاير لتكوين الدولة يقتضي من جميع احرار العالم مساعدة الشعب اليهودي اللاجئ الى ارض فلسطين للعودة الى ديارهم الاصلية، ذلك ان الاضطهاد والتعذيب والتمييز العنصري الذي تعرضوا له في اوروبا هو الذي استدعى هذه الهجرة، واضاف ابو غزالة : قد يبدو في الظاهر ان هذه المجموعات اليهودية قد هاجرت اوطانها اختياريًا إلا انها في حقيقة الامر هجرت قسرًا وتعرضت لمختلف وسائل الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي ليس في اوروبا فحسب بل حتى في امريكا ، ولعلنا نستذكر تلك الاعلانات الشهيرة في بعض المطاعم التي تقول صراحة « ممنوع دخول الكلاب واليهود «.

    ويؤكد ابو غزالة ليس هناك من شك ان التواجد الصهيوني في فلسطين هو نتيجة عملية مبرمجة ومدروسة من قبل المجتمع الذي مورست عليه اقسى انواع المعاملة فاضطر الى الهرب والفرار مما يتطلب تصحيح هذا الخطأ التاريخي وتسهيل عودتهم الى اوطانهم معززين مكرمين، وعليه يجدر بالمجتمع الدولي تنظيم حملة عالمية لعودتهم تضاهي تلك الحملة التي اعدتها الوكالة اليهودية قبل ستين عاما لمساعدة اليهود على الهجرة الى فلسطين، ويجدر بنا ان نشير الى ان دور الوكالة لم يقتصر على المهمة الوطنية بل كان في الاساس عملية انقاذ ويكفي لتأكيد ذلك ان نسترجع صور البواخر التي حملتهم في موجات الهجرة ومظاهر الفقر والحرمان والجوع والهزال بادية على وجوههم واجسادهم.

    ويقرر ابو غزالة ان اول اهداف التنظيم الجديد لا تقتصر على تأكيد حق اليهود بالعودة الى اوطانهم فحسب وانما تهدف الى فضح حق العودة المصطنع الذي استخدم ذات يوم للضغط على اليهود واجبارهم على الرحيل عن اوطانهم الاصلية والاساسية، ارض اجدادهم واجداد اجدادهم، والمعروف ان الكيان الصهيوني ليس به دستور بل مجرد قانون اسمه قانون حق العودة لكل انسان من اصل يهودي، وهذا القانون مخترع ومفبرك والقانون الصحيح المقابل له هو حق اليهود الاساسي في العودة الى اوطانهم تماما كحق الفلسطينيين في العودة الى وطنهم.

    وثاني هدف هو التوعية بحقيقة ان الوجود اليهودي في فلسطين ان هو الا ظاهرة لجوء سياسي سينتهي بعودة اللاجئين الى اوطانهم الاصلية في عملية يجدر ان تكون ميّسرة وحضارية، فكل منهم كما هو معروف يمتلك جوازي سفر، جوازه الاصلي الوطني القديم، وجوازه المصطنع كلاجئ في فلسطين، وبالطبع لن تكون هناك اي مشكلة في تحديد البلدان التي ينتمون اليها، وها نحن نرى الى التطابق والتماثل مع الوضع الفلسطيني، حيث ان كل فلسطيني لاجئ ، نعرف ان وطنه الاصلي فلسطين وعودته اليها محددة واكيدة ، بالتالي لن يكون هناك التباس في تحديد مكان عودته.ولعلني من هذا المنبر الاعلامي ادرك ان ثمة قناعة سيحتاجها المجتمع الدولي في حال تبلورت هذه المبادرة بضرورة تأسيس صندوق وطني او دولي لتمويل عودة اللاجئين اليهود من خلال تأمين مصاريف وتكاليف سفرهم واستقرارهم عند عودتهم الى بلدانهم ايضا .

    ويشرح ابو غزالة موضحا ان جميع محاولات انهاء الاحتلال الصهيوني الفلسطيني قد فشلت لا انها تجاهلت حقيقة ان هذا الاحتلال هو لجوء سياسي وحاولت بدون اي نجاح ان تظهره وكأنه دولة ولادل على ذلك ان كل من يحاول حل او انهاء الاحتلال يكتشف استحالة هذا الحل كونه كما سبق واشرت يتجاهل حقيقة انه لجوء في حين ان حله بسيط وهو عودة اللاجئين إلى بلادهم، وعليه ادعو المفكرين العرب ومراكز الابحاث للتحاور حول هذه المبادرة لاننا ومنذ عام 48 ولغاية اليوم ندور في حلقة مفرغة متجاهلين هذه الحقيقة الصارخة والتي يدركها اليهود انفسهم، فالقلق يساورهم دوما حول حقيقة وضعهم وكيف انهم لا يرون انفسهم الا قوما مهجرين وليست لديهم حجج قانونية ولا تاريخية ولا منطقية في فلسطين لذلك يدعون الحق الالهي.

    وبالعودة الى اصل الموضوع وعلاجه من جذوره، اقول واكرر : لن تنجح مفاوضات السلام باختلاف مسمياتها وها نحن نرى الاخفاقات المتواصلة عاما بعد عام وجولة بعد جولة، والاستمرار فيها سيقود الى نفس النتائج المخفقة بيد ان استمرار القضية الفلسطينية يشكل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، وهي عامل اضطراب وعدم استقرار عالمي، ولنا ان نتخيل لو تحولت هذه المنطقة الى افغانستان او باكستان، انه خطر بدأ العالم يدرك احتمالية او امكانية حدوثه في حال استمرت المراوغة، ان عدم ايجاد حل لقضية الشرق الاوسط سيهدد ايضا قواعدهم وقواتهم المتمركزة في المنطقة وهذا ما اشارت اليه وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر ايباك مؤخرا.

    ويذكر ابو غزالة ان هناك ثلاث عناصر قد بات تفعل فعلها وتؤثر على مسار هذه القضية اولها ديموغرافي، يتعلق بعدد السكان العرب الذي يزيد وسيزيد على عدد السكان في اسرائيل في غضون السنوات المقبلة، والثاني عقائدي اذ لا يمكن هزيمة الايمان الاسلامي والعقيدة الاسلامية التي يعتنقها الشعب الفلسطيني، وثالثا وهذا هو الاهم هو التطورات التقنية في العالم وتغير معادلات الانتصار والهزيمة ، فلم يعد بالامكان لاي دولة ان تنتصر بالمعدات فقط لان المعركة لا تحسم بالطائرات والاسلحة الثقيلة فحسب بل اصبح ثمة دور للصواريخ والاسلحة الخفيفية والتي بإمكان اي دولة ان تمتلكها من مصادر عدة، لقد انتصرت اسرائيل عسكريا في السابق جوا وبحرا وبرا لكنها وقفت عاجزة امام المقاومين الذي حملوا ارواحهم على ايديهم وكانوا مستعدين للموت في اي لحظة من اجل قضيتهم، هذا النوع من المقاومة يقلقهم جدا ولا يقدرون على مجاراته ولا يستطيعون التصدي له، ويختتم ابو غزالة بالقول : ان العالم سيصل عاجلًا ام آجلًا لانهاء هذا الوضع باعادة الامور الى نصابها وهي عودة كل شعب الى بلده، اليهود الى اوطانهم والشعب الفلسطيني الى فلسطين.

    http://www.alanbat.net/index.php?option=com_content&view=article&id=489:2010-05-14-18-01-49&catid=35:2010-01-27-21-48-21&Itemid=60