• اقترح موضوعا : مقال عن السلامة الغذائية بعنوان "كيف يصبح الطعام خطرا" بقلم ولاء صالح في صحيفة الغد
  • التاريخ : 04-نيسان-2011
  • النص :



     تناول الوجبات الرئيسية الثلاث يقي من الإصابة بتسمم الرصاص



    عمان- يدخل الرصاص جسم الإنسان بعدة طرق، اما بابتلاع كمية كبيرة منه موجودة في الأطعمة أو الماء أو عن طريق الاستنشاق، ومن ثم يدخل الى الدم ويستقر في بعض الأعضاء مثل: المخ أو الأعصاب او الكليتين او نخاع العظم.

    ويقوم الجسم بالتخلص من الرصاص بوسائل عدة من خلال الوظائف الحيوية سواء عن طريق البول، أو من خلال عملية الإخراج وبكميات ضئيلة في العرق. وعندما يتعرض الجسم لكميات كبيرة أكثر من المعدلات التي يقوم الجسم بالتخلص منها، عن طريق الوظائف البيولوجية الحيوية، تختزن هذه التركيزات الزائدة في الدم والأعضاء والعظام والأسنان، ما ينجم عنها تسمم في نهاية الأمر، والرصاص يدمر أعضاء جسم الإنسان مثل الكلى والجهاز العصبي المركزي (المخ والحبل الشوكي) والجهاز التناسلي، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم كما أنه ضار لمخ الطفل في مرحلة النمو.

    ومن الممكن أن يحدث تأثير التسمم به سواء من التعرض لجرعة كبيرة لمرة واحدة أو التعرض لجرعات صغيرة منه، على مدار فترة طويلة من الزمن. ويبقى الرصاص في الجسم لفترات طويلة ويتراكم في أنسجته المختلفة مع مرور الأيام واستمرار التعرض لمصادره. وهذا يسبب مشكلات صحية تختلف حسب عمر الشخص ومدة تعرضه وكمية الرصاص الذي تعرض له.

    وقد لا تكون هناك أعراض ملحوظة لتسمم الرصاص لأن التأثير لا يكون واضحاً، أو قد يكون مشابهاً لبعض الحالات الطبية الأخرى إن جاز التعبير، فهناك أعراض عامة تظهر عند الكبار عندما تكون نسبة الرصاص حادة وعالية، ومن هذه الأعراض: ضعف ووهن في العضلات، إمساك أو إسهال، غثيان، قيء، إرهاق وتعب مستمر غير مفسر، ألم بالمعدة، صداع.

    قد لا تظهر أي من الأعراض السابقة على الأطفال الذين لديهم معدلات عالية من الرصاص في الدم، ولكن ما يظهر هو صغر حجم الطفل عن نظرائه من نفس السن. وقد أوضحت دراسات قامت بها منظمة الصحة العالمية أن الانحدار في مستويات الذكاء (IQ) يمكن أن يلحق بالأطفال الذين يصل تركيز الرصاص لديهم في الدم إلى أقل من 10 ميكروغرام/ديسيلتر.

    الماء والهواء من أهم مصادر التسمم بالرصاص، فالرصاص يصل الى مياه الشرب عن طريق مواسير المياه المصنوعة من الرصاص، ومع مرور السنين تبدأ هذه المواسير بالتآكل مذيبة هذا المعدن في مياه الشرب، ويعد هذا المصدر من أشد المصادر الضارة بالجسم لتأثيره المباشر على الكلى التي قد تصاب بالفشل نتيجة تسممها بمادة الرصاص، كما أن التأثير السام قد يصل الى الجهاز العصبي جراء تناول هذا النوع من مياه الشرب.

    أما الهواء فيلوث بمادة الرصاص من خلال غبار عوادم السيارات أو دخان المصانع، ويعتبر هذا المصدر معضلة حقيقية لسكان المناطق الصناعية أو المدن الكبرى.

    طرق الوقاية من التسمم بالرصاص
    - علينا تجنب شراء الخضراوات والفاكهة غير المغلفة، لاسيما تلك التي نتناولها من دون تقشير إذا تعرضت لعوادم المرور.
    - يجب غسل كافة الخضراوات والفاكهة في إناء مليء بالماء مع إضافة ملعقتين من الخل، حيث يساعد الخل في زيادة حموضة الماء، وبالتالي إزالة المعادن الثقيلة.
    - الإقلاع عن التدخين.
    - الإقلال بقدر الإمكان عن الأطعمة المعبأة في عبوات الألمنيوم، وعدم تغليف الطعام بورق الألمنيوم (الفويل) قبل شيّه.
    - عدم تناول مضادات الحموضة المحتوية على الألمنيوم.
    - التغذية السليمة حيث تساعد بعض الأغذية على تجنب الإصابة بمعدلات الرصاص العالية التي تمتص في الدم أو الإقلال منها بقدر الإمكان، ومن هذه المصادر الغذائية التي تعد مضادة للمعادن الثقيلة: فيتامين (ج)، الكالسيوم، الزنك.

    ومن المهم الحصول على هذه المصادر يومياً في النظام الغذائي، كما أنه يجب تناول الوجبات الرئيسية الثلاث، الأمر الذي يسهم في تجنب الإصابة بتسمم الرصاص لأن الرصاص من الصعب امتصاصه في المعدة الممتلئة، إلى جانب تناول الأطعمة الغنية بالبكتين مثل التفاح والموز والجزر.

    ولاء صالح
    مستشارة أنظمة السلامة الغذائية
    شركة طلال أبوغزالة وشركاه للاستشارات




    http://www.alghad.com/index.php/article/465049.html